منحت الجامعةُ الأردنيّة اليوم درجةَ الدكتوراة الفخريّة في العلاقات الدّوليّة لنائب رئيس المفوّضيّة الأوروبيّة والممثّل الأعلى للاتّحاد الأوروبيّ للشّؤون الخارجيّة والسّياسة الأمنيّة الدكتور جوزيب بوريل؛ تقديرًا لدوره الفعّال في السّياسة الدّوليّة لتحقيق السّلام والأمن العالميّين في المناصب المختلفة الّتي تقلّدها على مدى خمسة عقود.
وقال رئيسُ الجامعة الدكتور نذير عبيدات: "إنّ قرارَ منح بوريل الشّهادة يأتي شعورًا من الجامعة بمسؤوليّتها الأخلاقيّة والوطنيّة، لتؤكّد مكانَتها بوصفها لاعبًا رئيسًا في نظام عالميّ سريع، وتقديرًا منها لإسهاماته بصفته واحدًا من أهمّ القادة السّياسيّين الحاليّين في العالم".
وأضاف أنّه تأسيسًا لحالة من التّقاليد الأكاديميّة الرّاسخة الّتي تسعى إليها الجامعة الأردنيّة كما جامعات العالم في تكريم المبدعين والمتميّزين ارتأت الجامعةُ تكريمَ بوريل الذي يعد أنموذجًا في الدّفاع عن الحقّ والسّلام في وقت وعالم غاب عنه وضوحُ الرّؤية في فهم الفرق بين الدّفاع عن النّفس، وقتل النّاس؛ لأنّ قدرَهم في هذه الدنيا أن يعيشوا في بقعة جغرافيّة محدّدة.
ومن جانبه قال عميدُ كليّة الأمير الحسين بن عبد الله الثّاني للعلوم السّياسيّة و الدّراسات الدّوليّة الدكتور حسن المومني أنّ بوريل طوّر روابطَ قويّة مع منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ما مكّنه من الإلمام بثقافتنا الغنيّة، وحساسيّاتنا التّاريخيّة، والرّوايات المتعارضة السّائدة، إضافةً إلى فهم عميق لتعقيدات السّياسة الدّوليّة في منطقتنا.
وأضاف المومني أنّ سكّان ضفّتَيْ البحر الأبيض المتوسّط قد تفاعلوا على جميع المستويات وبطرق عدّة؛ ما أدّى إلى تطوير قيم ومصالحَ مشتركة إلى جانب جوار مشترك؛ الأمر الّذي ساهم في تأسيس الحوار والتّعاون الأورومتوسطيّ، ما يدلّ على أنّ أمنَ وازدهار وسلام منطقتينا مترابطان بشكل كبير؛ إذ يؤثّر أحدهما في الآخر؛ ما يؤثّر في نهاية المطاف على الاستقرار والأمن العالميّ.
وأكّد المومني أنّ الأردنّ يعدّ دولةً محوريّة، والأقرب إلى القضيّة الفلسطينيّة، وقد استجاب بشكل فاعل وفعّال وشارك في كلّ مؤتمر إقليميّ ودوليّ، وكلّ قمّة ومبادرة دبلوماسيّة؛ لحشد الدّعم من أجل إنهاء الحرب، وتقديم المساعدات للفلسطينيّين، وإيجاد مسار للسّلام، وقد كان جلالةُ الملك عبد الله الثّاني من أوائل القادة الدّوليّين الّذين وصفوا الممارسات الإسرائيليّة اللّا إنسانيّة في غزّة والضّفّة الغربيّة بأنّها "جرائم حرب"، وعلاوةً على ذلك، فقد كان الأردنُّ أوّلَ دولة تُسقِط مساعداتٍ جوّيّةً إلى غزّة، وأصبحت عمّان مركزًا رئيسًا للعمليّات الجويّة المشتركة؛ لإيصال مزيدٍ من المساعدات.