منذ أن نشأت كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية في العام 2008 وهي تتطلع إلى مستقبلها بنظرات ملؤها الثقة والتفاؤل والأمل فيما ستحققه من إنجاز في قابل الأيام، ذلك لأن أهدافها واضحة وخطتها مدروسة وخطوات تنفيذها محسوبة.
كانت تسمى في بداياتها بـ " كلية الدراسات الدولية"، بعد وقت من الزمن ومصادقة مجلس التعليم العالي تم تغيير مسمى الكلية في عام 2012 لتصبح "كلية الدراسات الدولية والعلوم السياسية"، وبقيت على هذا الإسم حتى عام 2014 حين وافق مجلس التعليم العالي على تعديل اسم الكلية ليصبح " كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية"، وفي عام 2023 تم تعديل آخر لتصبح "كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية".
جاء إنشاء الكلية التي أضحت واحدة من الكليات الرائدة ليست فقط محليًا وإنما على المستوى الإقليمي؛ استجابة لمتطلبات العصر، بعد أن أصبح دور الجامعة لا ينحصر فقط في مجموعة المعارف الأكاديمية بل تعدى ذلك إلى تشكيل جانب ريادي في رؤية الجامعة ورسالتها القاضية نحو تطوير وتحسين المهارات ذات الارتباط بالمعرفة العلمية والعملية، ما يسهم في تأهيل الطلبة وتمكينهم من اكتساب المعارف والمهارات الضرورية لسوق العمل على أيدي نخبة من الأساتذة والأكاديميين.
وتشكل الكلية بالنسبة إلى طلبتها جسر عبور إلى عالم استثنائي ومستقبل واعد، لما تطرحه من تخصصات وبرامج أكاديمية مكنتهم من الدخول إلى عالم الساسة والسياسة، والوقوف على شواهد الشعوب و فهم ثقافاتهم وسياساتهم المركبة والمتداخلة.
وعلى امتداد مسيرتها العلمية والعملية حرصت الكلية ولا تزال على بلوغ أعلى درجات النجاح في استثماراتها العلمية التي قادتها نحو التطور والارتقاء المستمر وصولًا إلى التميز ، فاتخذت من طلبتها أساسًا لها حرصا منها على إعداد جيل قادر على التحليل والتمحيص والانخراط في معترك الحياة السياسية، والتدرج في وظائفها الدبلوماسية وتولي زمام القيادة، والأهم من ذاك كله؛ الارتقاء بالأداء والعمل السياسي، وذلك من خلال تطوير برامجها الأكاديمية التي تطرحها باللغتين العربية والإنجليزية، وخططها الدراسية التي تجمع ما بين المعرفة النظرية والتدريب العملي، ناهيك عن استحداث كل ما هو جديد من برامج أكاديمية وطرائق تدريس متقدمة تواكب التقدم الحاصل وتتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل.
وتشتمل الكلية التي تطرح باقة متنوعة من البرامج الأكاديمية التي تتناسب وطلبتها في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا على ثلاثة أقسام رئيسية هي: قسم العلوم السياسية، وقسم التنمية الدولية، وقسم العلاقات الدولية والدبلوماسية والدراسات الإقليمية.
وكم هو مدعاة للفخر أن تتميز الكلية بضمها أقدم برنامج يطرح درجة البكالوريوس في العلوم السياسية في المنطقة، وبرنامج دكتوراه تنافسي في المجال ذاته.
ولا تنفك الكلية تحث الخطى مُواصلة تنفيذ رؤيتها الأكاديمية والمعرفية، وتطلعاتها لأن تحظى بمكانة مرموقة إقليميًا وعالميًا معترفًا بها في ميدان الأكاديميا، وأن تكون بيئة جاذبة للعقول الفكرية من جميع أنحاء العالم استكمالًا منها لمسيرة النهوض التي بدأتها بكل عزم وإرادة، وذلك من خلال وضعها لخطة عمل قوامها الانفتاح على العالم الخارجي، وبناء الشراكات الاستراتيجية، وتوسيع نطاق التعاون والعلاقات مع الجهات الخارجية ذات العلاقة، ما أسفر عن توقيعها للعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع أعرق مؤسسات التعليم العالي الدولي.
ومما لا شك فيه أن السعي الدؤوب خلف تحقيق التطلعات وتلبية الطموحات يكون مثمرًا حين يحضنه الإبداع الذي يشكل علامة فارقة في مجال المنجز البشري، فإن الكلية وضمن رسالتها الاستراتيجية تسعى إلى توفير بيئة أكاديمية مميزة على مستوى البرامج العلمية والبحثية وعلى مستوى أعضاء الهيئة التدريسية، لتسهم في الحفاظ على جودة التعليم، وتنمية شخصية الطلبة وتحسين وزيادة قدراتهم ومهاراتهم المعرفية والبحثية والتحليلية، وما كان هذا ليحدث لولا استقطابها لنخبة متميزة من الأساتذة الأكاديميين والمدرسين المؤهلين ممن وضعوا بصمات لامعة في عالم السياسة وليس أدل على ذلك تبوأ عدد من أكاديميي الكلية السابقين والحاليين مواقع سياسية مرموقة قريبة من أصحاب القرار وصناعه، ومناصب إدارية وقيادية في كثير من المؤسسات الأكاديمية والإدارية داخل الأردن وخارجها.
ستكمل كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية مسيرتها نحو آفاق رحبة يحدوها الأمل والثقة بمستقبل زاهر وحافل بمزيد من المنجزات لتحقيق مزيد من التطلعات، مع التزامها المطلق بقيمها الأساسية التي تؤكد ضرورة تقديم تعليم عالي الجودة، والتشجيع على التفكير النقدي والإبداعي، والسعي إلى التميز، وتعزيز حرية البحث وترسيخ قيم أخلاقية مهنية تقوم على احترام المتبادل والتفاهم والتنوع.